واحة خيبر التراثية

خيبر هي واحة قديمة وأحد العجائب الطبيعية في شمال غرب الجزيرة العربية، وقد تكونت نتيجةً للنشاط البركاني الصحراوي وتتميز بمناظر طبيعية فريدة، ورحّبت بالاستيطان البشري لأكثر من 100,000 عام.

خيبر

واحة تاريخية

تنقسم خيبر إلى منطقتين - منطقة خيبر الطبيعية، والتي تضم المناظر الطبيعية البركانية لحَرَّة خيبر، والواحة التاريخية، والتي تتميز بتنوعها الحيوي وكونها مصدرًا للثقافة والمياه العذبة لآلاف السنين. تزخر الواحة برسوماتها المنحوتة والتي تدل على تنوع الأنشطة البشرية على أرضها، مثل طرق الجنائز من العصر الحجري والمعروفة باسم (أعمال الرجال القدامى). تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة ووفرة مياهها العذبة، ما جعلها مقرًا مستهدفّا للسلطة عبر التاريخ، كما يتضح من أنقاض الحصون وتقاليد الحرف اليدوية التي لا تزال شاهدة على حضارتها في الماضي.

slider-img
slider-img
slider-img
slider-img

التطوير

إنشاء إرث حضاري

تُواصل الهيئة الملكية لمحافظة العلا مسيرتها في تحقيق رؤيتها الرامية لاكتشاف العلا وتنشيطها والحفاظ عليها، بربط العلا وتيماء وخيبر - وهي ثلاث واحات في شمال غرب الجزيرة العربية - لأول مرة في تاريخها. تُشكّل هذه الواحات المترابطة، أكبر متحفٍ حيٍّ في العالم، يروي قصة النشاط البشري الذي عاش على أرضها. وفي إطار جهودها الرامية لتطوير واحة خيبر، تُشرف الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تنفيذ مشاريع أثرية طموحة تهدف إلى الكشف عن أسرار الحضارات القديمة في المنطقة، وتطوير الواحة لتصبح وجهة فريدة من نوعها تقدم مزيجًا من التجارب الطبيعية والثقافية.

علم الآثار

الاكتشافات في خيبر تعيد كتابة الماضي العربي

إنّ مشروع خيبر (لونج دوريه الأثري)، بقيادة الوكالة الفرنسية لتطوير العلا (AFALULA) وبالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا والمركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية (CNRS)، نجح بشكل باهر في الكشف عن وجود حاجز أثري كان يحمي واحة خيبر في شمال غرب الجزيرة العربية. يعود تاريخ هذا الحاجز إلى العصر البرونزي، ما بين عامي 2250 و1950 قبل الميلاد، ويمتد لمسافة تزيد على 15 كيلومترًا، مُحيطًا بالواحة بأكملها.

وكشفت مسوحات الفريق متعددة التخصصات، والتي شملت بيانات المسح، والاستشعار عن بعد، والتحليل المعماري، وتاريخ الكربون الإشعاعي، عن أن هذا الحاجز الذي لا يزال محافظًا على أكثر من 41% من طوله حتى هذا اليوم، يضم 74 معقلاً محصنًا. وهذا الاكتشاف المذهل لا يُؤكّد فحسب على وجود نظامٍ مُسوّر ومعقّد لحماية واحة خيبر خلال العصر البرونزي، لكنه يسلط الضوء أيضًا على التطور المعماري والتطورات المجتمعية والسياسية في تلك الحقبة، ما يمثل علامة فارقة في فهمنا لاستقرار البشر القدماء في الجزيرة العربية.