نبذة عن العلا

تقع العلا في شمال غرب المملكة العربية السعودية، وهي وجهة تجمع بين الطبيعة والتراث الأصيل. وتغطي مناظرها الطبيعية مساحة 22,561 كيلومترًا مربعًا، وتُقدّم لزوّارها رحلة فريدة عبر الواحات الساحرة، وتكوينات الحجر الرملي، والمعالم الثقافية.

متحف حي

العلا ليست مجرد وجهة؛ بل رحلة عبر الزمن. يكمن عمقها التراثي في قدرتها على سرد قصص الحضارات القديمة، مع الحِجر، أول موقع للتراث العالمي لمنظمة اليونسكو في المملكة العربية السعودية، والذي يشهد على البراعة المعمارية للمملكة النبطية عبر ما يقارب 100 من المقابر المنحوتة.

وبخلاف الحِجر؛ يبرز تاريخ العلا في البلدة القديمة، التي تحيط بها واحة غنّاء، تكشف عن التخطيط الحضري المتطور لمملكتي دادان ولحيان. تسرد هذه المدن القديمة، إلى جانب آلاف مواقع الفنون الصخرية في جبل عِكمة، أهمية المنطقة عبر العصور.

يتناغم التراث الثقافي لمحافظة العلا مع روعته الطبيعية. ويدعم النظام البيئي للمنطقة الحياة البرية والنباتية المتنوعة، ما يجعلها نقطة محورية لجهود الحفاظ على البيئة. وقد مهد هذا التفاعل بين الطبيعة والحضارة البشرية الطريق لتطوير مدروس، وتحقيق التوازن بين الحفاظ على البيئة والسياحة. حيث يمكن لزائرالعلا استكشاف تاريخها ومناظرها الطبيعية، والتفاعل مع أهلها وسكانها، وتجربة الضيافة التي تُميز هذه المنطقة منذ قرون.
aspiraton-image
aspiraton-image

"رحلة عبر الزمن"

حقبة ما قبل التاريخ في العلا

حقبة ما قبل التاريخ في العلا

تكشف حقبة ما قبل التاريخ في العُلا عن حضارات إنسانية تجلّت في العديد من مواقع الفنون الصخرية المنتشرة في أنحاء المنطقة، وتُقدّم لمحة عن الاستيطان البشري المبكر وطرق حياة الناس في تلك الحقبة. تُوضح المنحوتات الفنية الموجودة في مواقع الصخور، والتي تصور حيوانات وبشر وأشكالًا مجرّدة، الأبعاد الثقافية والروحية للسكان. وتُؤكّد هذه المواقع على مكانة العُلا كمنصة للإبداع البشري القديم والتفاعل مع المناظر الطبيعية.

الألفية الأولى قبل الميلاد

الألفية الأولى قبل الميلاد

خلال الألفية الأولى قبل الميلاد؛ شهدت العلا ظهور مملكتي دادان ولحيان، وهما من أبرز الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية. وقد أظهرت هذه الممالك تطورًا حضريًا، يتضح من تخطيط المدن والهندسة المعمارية والنقوش المتطورة. وكانت العلا، باعتبارها مركزًا لهذه الممالك، مركزًا للأنشطة التجارية والدينية والسياسية، حيث أظهرت أهمية المنطقة في التاريخ العربي القديم.

القرن الأول بعد الميلاد

القرن الأول بعد الميلاد

في القرن الأول بعد الميلاد، برزت الحِجر (والمعروفة حاليًا باسم مدائن صالح) باعتبارها المدينة الواقعة في أقصى جنوب المملكة النبطية، وهي مملكة عربية عريقة اشتهرت بإنجازاتها المعمارية عبارة عن مدافن منحوتة بدقة من الحجارة، بواجهاتها المُفصّلة التي تُجسّد إبداعهم وتقدمهم في مجال الفنون. مع مرور الزمن، ضمت الإمبراطورية الرومانية الحِجر إلى شبكتها الواسعة من التبادل التجاري والثقافي.

من القرن السابع إلى القرن الثاني عشر

من القرن السابع إلى القرن الثاني عشر

بين القرنين السابع والثاني عشر، برزت العُلا كمركز حيوي على طرق تجارة البخور، تلك الطرق التي ربطت حضارات العالم القديم، وسهلت تبادل السلع، والأفكار، والثقافات. حيث إن موقع العُلا الاستراتيجي جعلها وجهة رئيسية للتجار والمسافرين من مختلف المناطق، ما أسهم في تراثها الثقافي.

القرن العشرون

القرن العشرون

في القرن العشرين، كان للعلا دور محوري في مشروع سكة حديد الحجاز؛ وهي مبادرة طموحة تهدف إلى ربط أراضي الإمبراطورية العثمانية. وكان الهدف الأساسي من السكك الحديدية هو تسهيل رحلة الحج إلى المدن الإسلامية المقدسة، ما يعزز إمكانية الوصول إلى المنطقة ودورها في العالم الإسلامي.

القرن الحادي والعشرون

القرن الحادي والعشرون

شهد القرن الحادي والعشرين نقطة تحول لمحافظة العلا، بعد اعتماد الحِجر كأول موقع للتراث العالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية. وقد مثّل هذا الاعتماد اعترافًا دوليًا بأهمية العلا الثقافية والتاريخية؛ ما دفع لإطلاق مبادرات للحفاظ على تراثها وعرضه للعالم. وقد ركزت جهود الحفاظ على البيئة، إلى جانب التنمية السياحية المستدامة، على تحقيق التوازن بين حماية إرث العلا وسرد قصصها للعالم.

جيولوجيا العلا

تُعدّ المناظر الطبيعية في العلا إرثًا منحوتًا على مدار آلاف السنين. تشتهر المنطقة بجبالها الشاهقة من الحجر الرملي، والتي تشكّلت من رواسب رملية قديمة يعود أصلها إلى الصحراء والمحيط. ولا تقتصر أهمية هذه التكوينات الجيولوجية على كونها مناظر خلابة فحسب، بل إنها تأوي أيضًا أسرار أهالي وسكان العلا القدامى الذين حفروا قصصهم على صخورها.